الاثنين، 3 ديسمبر 2012

رأيــــــــي| نــــزار عـــجيب :: المفلسون وخروج الخرطوم :: الثلاثاء 4 ديسمبر 2012

لم يكن خروج الخرطوم الوطني من الدور الاول لكاس الاتحاد العربي مفاجئا بالنسبة لي , حيث تلقى ممثل الكرة السودانية هزيمة مذلة امام الاسماعيلي في لقاء الاياب ببرج العرب بلغ خمسة اهداف نظيفة كشفت عن وجه كرتنا السئ ومدى ضعفها وتخلفها .
فاز الاسماعيلي المتوقف عن اللعب التنافسي منذ موسم او يزيد امام فريقنا الذي فشل في المحافظة على تقدمه ايابا بثلاثة اهداف , لتكشف لنا هذه النتيجة ان كرتنا هشة وسهلة الاختراق وهي متخلفة عن دول الجوار بمئات السنوات الضوئية .
خروج الخرطوم اعتقد انه ضربة جديدة للمفلسين من اصحاب الفكر الخاوي من المدربين والاداريين الذين ابتلت بهم الكرة السودانية , وشخصيا اعتقد انه رد ودرس قاس في نفس الوقت للمدربين شوقي عبدالعزيز ومحمد حسن نقد اللذان اخذا يطبلان ويهللان لفوز ممثل السودان واجزما ان الخرطوم تأهل وفقا لتلك النتيجة في ملعب الخرطوم .
لازلت اتذكر جيدا حديث المدربين شوقي ونقد لبرنامج البحث عن هدف فالاول وصف فوز الخرطوم ( بالنصر المبين ) ناسيا او متناسيا معايير كرة القدم وان هنالك شوطا اخر في مصر , فالواجب على مدرب في خبرة شوقي ان يتحدث بواقعية ويحذر فريقنا من مطب الاياب .
صحيح ان خسارة الخرطوم ليست مسؤولية شوقي الذي لاعلاقة له بالفريق وليست مسؤولية نقد , ولكني اردت فقط الاشارة الى عقليات بعض مدربينا التي عفى عليها الزمن واصبحت افكارهم منتهية الصلاحية , لان امثال شوقي كثر وهم دائما غارقون في بحر الاحلام والاوهام ويتعاملون بعاطفتهم .
لا ادري كيف تتعلم الاجيال ثقافة جديدة طالما ان من يوجدون في منظومة كرة القدم لدينا بهذه النظرة القاصرة , ورغم مرور السنوات الا اننا لانجد مدربين في حجم شوقي ونقد تعلموا شيئا من وجودهم الطويل في الملاعب .
امثال هؤلاء المدربين وغيرهم للاسف يصدرون للاجيال القادمة عادات ضارة في كرة القدم ويظلوا ينفخون في كرتنا المتخلفة عن ركب الدول ولايتعاملون بواقعية ليحفزوا اللاعبين على العمل الجاد .
المشهد الذي حدث مع فريق الخرطوم الوطني امس الاول تكرر مع منتخبنا الوطني عندما فاز على اثيوبيا ذهابا في استاد الهلال 5-3 بتصفيات افريقيا , ويومها خرجت بعض الصحف تهلل للفوز العريض على حد تعبيرها , فجاءت الطامة الكبرى في لقاء العودة باديس الذي لقننا فيه الاحباش درسا .
مشهد اخر كان مع الهلال الذي فاز على دجوليبا المالي ذهابا بهدفين نظيفين , ووقتها اعتبر البعض ان الازرق بلغ الدور النهائي فنام الكل في العسل وتسلل التراخي للاعبين , وقامت الافراح حتى موعد الضربة الموجعة التي حدثت في باماكو .
تمر السنوات للاسف واداريونا ومدربونا ولاعبونا لايتعلمون احترام منافسيهم , ولايعرفون ثقافة الصمود وعدم التراخي والاستسلام لنتائج الذهاب التي تكون عادة مفخخة .
العواطف هي التي تحرك كرتنا ومن السهل ان توقع اي فريق يمثلنا في شرك النتائج الوهمية , ليبدأ الانهيار عندما نلعب خارج ارضنا وينكشف المستور على نحو مافعل الاسماعيلي بالخرطوم الذي فضح تواضع كرتنا .
اجد نفسي اتحسر كل يوم لانني لا اجد اداريا او مدربا يتمتع بالكاريزما حتى في تصريحاته ويعرف فن التعامل وارسال الرسائل الى لاعبيه بدون مجاملة , فنادرا مع نجد مدربا مثلا يقول ان الفريق الضيف افضل منا حتى لوكان هذا الشئ غير صحيح , علما بان مثل هذه التصريحات تسمى فن ( التخدير ) .
لنتعلم بعض الواقعية يامدربينا ولنبتعد بعض الشئ عن العاطفة والطبطبة التي تعيدنا للوراء في كل يوم مئات السنوات الضوئية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.